الأربعاء، 2 يناير 2013

لماذا يميل أبنائك المراهقون للتهور ؟

لماذا يميل أبنائك المراهقون للتهور  
    بقلم رشا ممدوح القاضي
 
الشكوى المشتركة من المراهقين دائماً هي تهورهم وترديد الأمهات والآباء أوصاف من نوعية أنهم يتصرفون كما لو أنهم بلا عقل! والحقيقة عندما أسمع ذلك أتذكر نفسي في بداية فترة المراهقة، عندما كنت أهوي قيادة الدراجة على المنحدرات، والشعور البالغ بالسعادة عندما تنطلق بسرعة كبيرة.

الحقيقة أن ميل أبنائك المراهقين إلى اقتراف أفعال متهورة أو غير محسوبة، له تفسير دعينا نتعرف عليه سوياً.


مخ المراهق يختلف عن مخ الكبار!

نعم هذه حقيقة، فقد أثبتت دراسات أطباء النفس أن مخ المراهق يختلف عن الكبار والأطفال، ففي هذه الفترة يكون المراهق عنده قدرة أكبر على التعلم والتقاط المعلومات بسرعة، بالإضافة إلى وجود قدرة أكبر على التفكير في اتخاذ القرارات، نتيجة حدوث نضج تدريجي في نمو أجزاء المخ المختلفة، المشكلة أن هذا النضج يبدأ في الأجزاء الخلفية للمخ، ويتجه تدريجياً نحو الأجزاء الأمامية منه، فيكون الفص الأمامي من المخ هو آخر الأجزاء التي يصيبها التطور والنضوج عندما يبلغ الإنسان سن الرشد، والفص الأمامي من المخ هو المسئول عن الحكم على الأمور وتقديرها وتكوين رؤية محددة في المواقف المختلفة، وهنا يكمن تفسير كل التصرفات الغريبة التي يقدم عليها المراهقون، وهو يفسر أيضاً قدرة المراهق على أن يكون شخص لماح وسريع البديهة وعنده قدرة أكبر للتعلم، لكن قد يفتقر إلى الحكم الجيد على الأمور.


الميل إلى التميز ولفت الانتباه

من التغيرات التي تطرأ على الشخصية في فترة المراهقة، هو ميل المراهق إلى لفت الانتباه إليه، ليعلن بشكل غير مباشر أنه أصبح شخصية مستقلة عن الكبار، ومختلفة أيضاً، ويصاحب ذلك أيضاً الميل إلى الجنس الآخر، ومحاولة لفت الانتباه بشتى الطرق، فنرى مثلاً أنهم يلبسون أزياء غريبة أو يقومون بتصفيفات شعر غير مألوفة، وقد يذهب البعض إلى القيام بتصرفات متهورة مثل قيادة الدراجات البخارية بشكل مجنون، أو القيام بحركات بهلوانية بألواح التزحلق، مما يجعلهم يشعرون بالإثارة والمتعة.


ولكن كيف أوقف جماح ابني المراهق؟

من الأخطاء التي يقع فيها الآباء مع المراهقين، هو مواجهة تصرفاتهم بالتعنيف والمواجهة، والحقيقة أنهم لا يعلمون أنهم بهذا يقفوا أمام طبيعة الشخصية المراهقة، ولو أنهم توقفوا قليلاً مع أنفسهم سيتذكرون مغامراتهم في مثل عمر أبنائهم، وكيف كانوا يشعرون عند القيام بتلك التصرفات.


لكن الأنسب في هذه الحالات هو محاولة التحدث معهم بهدوء وإبداء التفهم بطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها أبنائهم، من الهام أيضاً أن يحس المراهق أن تحفظات الآباء تأتي بدافع خوف حقيقي عليهم، مصدره حبهم واهتمامهم له، الأبناء في هذه المرحلة بحاجة إلى الاحتواء والتفهم أكثر من أي وقت آخر.. من المهم جداً أن تخبريهم عن مدى الألم والأسى الذي تشعرين به إذا أصاب أحدهم مكروه، حدثيه عن مدى ثقتك في أنه لن يكون سبباً لألمك أو تعاستك، فالمراهق يحتاج للشعور بأنه محل ثقة.


أخيراً تذكري أن كل التجارب التي يمر بها الأبناء سواء الجيدة أو السيئة هي ما يساهم في تكوين شخصيتهم وسقلها فيما بعد، وأن عليك التحلي بالصبر والاحتمال حتى تمر مرحلة المراهقة في سلام بكل ما لها وما عليها

لماذا يفضل الأطفال التعامل مع أحد الوالدين أكثر؟


مثل كل مراحل النمو، هناك تصرفات لا يمكن للاهل تفسيرها، مثل البكاء بدون سبب، الاستيقاظ في فترات متأخرة من الليل في مكان هادئ والنوم طوال النهار باسترخاء في اجواء صاخبة وبالرغم من أن بعض هذه التصرفات لا تزعج الاهل شخصيا، إلا أن اختيار احدهما وتفضيله يمكن أن يسبب مشكلة بين الاهل.

هل أنت الطرف المحبوب ؟ 
تشعر الام بسعادة عندما يبدأ طفلها الرضيع بادراك موعد عودة والده الى البيت في المساء، ويبدأ باللعب معه ثم يبكي عندما يغادر الغرفة، أو عندما يبدأ بالاستفسار عن غياب والده اثناء النهار، ولكن عندما يبدأ اللحاح تشعر الام مثل اي شخص أخر بالغيرة من اهتمام طفلها بوالده، بينما هي التي تقوم برعايته طوال اليوم، ولكن لا تسأل نفسها لماذا يحصل الاب على هذا الاهتمام من الطفل الرضيع؟ 

يميل الاطفال الى احد الابوين من فترة لأخرى، وتختلف هذه الميول من الاناث الى الذكور وفقا للتطورات والاحتياجات العاطفية والسلوكية، وهذه احد الاسباب التي تجعل الاطفال يقومون ببناء علاقات جيدة مع أبائهم أو أمهاتهم خلال فترات مختلفة.وبالرغم من أن بعض الأباء والامهات يشعرون بالحزن والغيرة من اهتمام اطفالهم بالطرف الاخر، إلا أن الحقيقة هي أن هذه مجرد مرحلة يمر بها الاطفال، ويجب على الآباء والأمهات أن يدركوا ذلك حتى لا يصابوا بالصدمة والحزن، واكثر الاطفال يكبرون ليحبوا اهلهم بنفس القدر.

ينصح خبراء التربية بعدم الاهتمام بالموضوع، وعدم تغير طريقة التعامل مع الطفل حتى لو كان الطفل يرفض التعامل معك ويطلب الطرف الاخر، ولا داع لتضخيم الامور ولفت نظر الطفل الى أن ما يقوم به يمكن أن يسبب مشكلة بين الام والاب.بالاستناد الى عمر الطفل يمكنك مناقشة الامر معه ومعرفة سبب رفضه للطرف الاخر، أو يمكنك دفعه بلطف للتعامل مع الطرف الاخر، مثلا: "ماما مشغولة الآن، ولكن بابا يرغب جدا بقراءة قصة معك"، أو "ماما تحبك وبابا يحبك لماذا لا تعطي ماما وبابا قبلة كبيرة".

تأكدا من أنكما تعاملان الطفل بنفس مبادئ التربية، وجود طرف شديد وقاس، وطرف لين ومتعاون غالبا ما يخل بتوازن الامور، ويجعل الطفل يتحيز للطرف الذي يمنحه الشعور بالقوة والآمان، تعاملا مع الطفل بمبدأ واحد، على سبيل المثال، "إذا قالت ماما لا، بابا يجب أن يقول لا أيضا."وأخيرا، حاولا الاستمتاع بوجود الطفل، الاطفال لا يعرفون الكذب والخداع، وما يرونه يصدقونه، لذا وجودكما معا دائما في اجواء دافئة ومتفاهمة يجعل الطفل يحبكما معا، ويتعامل معكما بنفس الاهتمام .