مثل كل مراحل النمو، هناك تصرفات لا يمكن للاهل تفسيرها، مثل البكاء بدون سبب، الاستيقاظ في فترات متأخرة من الليل في مكان هادئ والنوم طوال النهار باسترخاء في اجواء صاخبة وبالرغم من أن بعض هذه التصرفات لا تزعج الاهل شخصيا، إلا أن اختيار احدهما وتفضيله يمكن أن يسبب مشكلة بين الاهل.
هل أنت الطرف المحبوب ؟
تشعر الام بسعادة عندما يبدأ طفلها الرضيع بادراك موعد عودة والده الى البيت في المساء، ويبدأ باللعب معه ثم يبكي عندما يغادر الغرفة، أو عندما يبدأ بالاستفسار عن غياب والده اثناء النهار، ولكن عندما يبدأ اللحاح تشعر الام مثل اي شخص أخر بالغيرة من اهتمام طفلها بوالده، بينما هي التي تقوم برعايته طوال اليوم، ولكن لا تسأل نفسها لماذا يحصل الاب على هذا الاهتمام من الطفل الرضيع؟
يميل الاطفال الى احد الابوين من فترة لأخرى، وتختلف هذه الميول من الاناث الى الذكور وفقا للتطورات والاحتياجات العاطفية والسلوكية، وهذه احد الاسباب التي تجعل الاطفال يقومون ببناء علاقات جيدة مع أبائهم أو أمهاتهم خلال فترات مختلفة.وبالرغم من أن بعض الأباء والامهات يشعرون بالحزن والغيرة من اهتمام اطفالهم بالطرف الاخر، إلا أن الحقيقة هي أن هذه مجرد مرحلة يمر بها الاطفال، ويجب على الآباء والأمهات أن يدركوا ذلك حتى لا يصابوا بالصدمة والحزن، واكثر الاطفال يكبرون ليحبوا اهلهم بنفس القدر.
ينصح خبراء التربية بعدم الاهتمام بالموضوع، وعدم تغير طريقة التعامل مع الطفل حتى لو كان الطفل يرفض التعامل معك ويطلب الطرف الاخر، ولا داع لتضخيم الامور ولفت نظر الطفل الى أن ما يقوم به يمكن أن يسبب مشكلة بين الام والاب.بالاستناد الى عمر الطفل يمكنك مناقشة الامر معه ومعرفة سبب رفضه للطرف الاخر، أو يمكنك دفعه بلطف للتعامل مع الطرف الاخر، مثلا: "ماما مشغولة الآن، ولكن بابا يرغب جدا بقراءة قصة معك"، أو "ماما تحبك وبابا يحبك لماذا لا تعطي ماما وبابا قبلة كبيرة".
تأكدا من أنكما تعاملان الطفل بنفس مبادئ التربية، وجود طرف شديد وقاس، وطرف لين ومتعاون غالبا ما يخل بتوازن الامور، ويجعل الطفل يتحيز للطرف الذي يمنحه الشعور بالقوة والآمان، تعاملا مع الطفل بمبدأ واحد، على سبيل المثال، "إذا قالت ماما لا، بابا يجب أن يقول لا أيضا."وأخيرا، حاولا الاستمتاع بوجود الطفل، الاطفال لا يعرفون الكذب والخداع، وما يرونه يصدقونه، لذا وجودكما معا دائما في اجواء دافئة ومتفاهمة يجعل الطفل يحبكما معا، ويتعامل معكما بنفس الاهتمام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق